الفصل السادس والثلاثون





مد وجزر.. تضاد لا يمكن نكران مدى جذبيته ونظريته التى تنفذ بـ العلاقات إن كانت شخصيه أو عمليه.


وهو فعل والأن يحصد نتيجته.. مخطوف!! و مِن مَن؟ مهرته الجامحه.. رفع رأسه يشاهدها وهو يجلس على طرف السرير ويديه يكبلها أغلال حديديه كان يتأملها منذ قليل، وجدها تجلس أمامه تتابعه بتسليه تجلس فوق كرسى المقابل له و تمسك ثمرة تفاح أخضر تقضم بها بلامبالاه، ساحرة.. مغوية وهالكه له بمعنى الكلمة، يتمنى الأن أن يقضم هو شفتيها المكتنزه بـ إغراء وهى تلوك التفاحه بـ داخلها بـ إستمتاع فاق من حلمه المحرم بها على تحريك رأسها بـ إستفهام رافعه حاجبها وتبلع ما بـ جوفها تهتف وهى تشاور له بـ التفاحة بيدها: عاوز تفاح.


إبتلع ريقه وتفاحة آدم تتحرك صعوداً وهبوطاً دليل عليه يحاول تشتيت عقله الذى صار يتخيلها بـ أوضاع تعجبه بـ التأكيد ولكن يجب أن يتأكد أولاً أنها حلاله ملكه.. حرك رأسه بـ بطئ رافض ثم هتف بـ صوت جاهد جعله جاف و لا مبالى: عاوز أفهم أخرت الفيلم ده إيه؟!.


عبثت وأكتافها تهدلت بـ إحباط قليلاً ثم قضمت من التفاحة بـ حنق قائلة بـ غيظ: أخرته هقرأ عليك الفاتحة وبعدها أحصلك.


إنتفضت واقفه تتجه إليه بـ خطوات مسرعه تهتف بـ غضب وهى تلكمه بـ قوة فى كتفه غير مباليه بـ قوة قبضتها أو صياحه المتألم وهو يرفع يديه المكبله يمسدها: أنت غبى ولا بتتغبى.. أفهم أنا عشان بجد صبرى بدأ ينفد.. مش هقرر كلامى تانى، هتتجوزنى!. ودا أمر مش طلب و هنخرج من هنا الصبح تكون جايب أنكل خالد والعيلة وجاى العصر مش بليل تطلب إيدى.


إنتظرت رده وهى تنظر إليه من علو ولكن قابلها ضحكته التى إرتفعت و حاوط بطنه من الألم من أثار الضحك ويرجع إلى الوراء.. إحمرت أُذنها من الغضب من سخريته الواضحه و وجهها ورفعت قبضتيها وكادت تلكمه ولكن لحقها هو بعد أن لمحها وتوقفت ضحكته وهو يحاول السيطرة عليها حتى لا تلكمه مره أخرى أدت إلى إستلقاءه فوق السرير و هى فوقه تحاول الفكاك من قبضته من فوق معصميها حاوط وجههما خصلاتها الناعمه الكثيفه وكانت تضرب صفحة وجهه.. شدد من قبضته و حاوط رجليها بـ سيقانه يلفها حولها يعجزها عن التحرك وهو يتأملها من هذا القرب المهلك له رفعت خضروتيها المحترقه له بـ نية سبه و لكن هربت الحروف وخانها لسانها الذى إنعقد وهى تشاهد ذلك السواد الهالك الذى يأسرها و يتابعها بمشاعر هالك تكاد تصهرها من دفئها وعشقها هى فقط لا غيرها، سكنت فوقه دون حركه تتأمل عينيه الغائمه بـ مشاعر لو تركها لقتلهما أبيها بـ الحال دون أن يرف له جفن.. وجدت صوتها الهارب يهتف بـ نبره مبحوحه من تأثرها بـ مشاعره و الرجفه التى نالتها من قربه: بجد يا فارس معتش بتحبنى ونسيتنى.


_ أنا إلا جوايا تخطى الحب والعشق بـ مراحل.. لو نسيت نفسى عمرى ما أنساكى يا مهرتى.


أجابها بـ صوت متحشرج يحاول السيطرة على أفكاره التى تأخذه لـ منحنى لا يريده الأن أبداً.. سمعها تكمل بعتاب: أمال قررت تتجوز غيرى ليه؟!. بتعقبنى بـ عقاب أنا مش قاده ليه.


_ عشانك!.. مستحيل أفرض عليك شئ أنتى مش عاوزاه.. طلبتى أبعد فـ بعدت.. طب قوليلى أنتى عاوزه تتجوزينى ليه دلوقتى؟!.


ظلت تنظر لـ عينيه و خضروتيها تتغير درجاتها من اللهب إلى الإنصهار و بريق يتمنى أن لا تكذبه تهتف وهى تعلن إسقاط حصونها و دوافعها وكل شئ تسلحت به حتى لا تقع أسيرته مره أخرى: وأنا لما أقولك تبعد، تبعد.. أنا بحبك يا غبى.


صدحت ضحكته الرجوليه بـ سعادة لا يستطيع وصفها لا يصدق أنها إعترفت وقطعت ذلك الحاجز الذى كان بينهما فك حصاره من حولها وهو يتمنى أن تكون حلاله الأن لـ يجيبها بما يجيش بـ داخل صدره و تلك المضغه تحارب للخروج من بين أضلعه و السكون داخلها حتى تطمئن أنها مالكته الأولى والأخيره.. أبعدها من فوقه وهى تتابعه بـ أكتافاً متهدله بـ إحباط من رد فعله اللا متوقع و جلست بـ جواره على طرف الفراش ولكن وجدته يقف وهو يشاور لها بـ كفيه يهتف بـ لهفة: بسرعه فكى الكلبش لان مستحيل نفضل هنا أكتر من كده وأنتى مش حلالى.


سيطر عليها الغباء ولم تفهم مقصده هتفت بـ غباء و دموع كبرياءها تأبى الهبوط: يعنى أنا أقولك بحبك وأنت تقولــ..


قاطعها بـ صراخ غاضب: مش عاوز أسمع منك الكلمة دي تانى دلوقتى خالص.. مش فى صالحك ولا صالحى.. يلا خلينا نمشى.


ضربها صراخه بعقلها يفيقها من غبائها الغير معتاد ترفع عينيها تقابل عيناه فـ تضربها تلك النظرة تصيبها بـ رجفه فى عمودها الفقرى بسبب تلك المشاعر التى تكاد تصهرها لو تركها تغادرها.. حركة كفها مسرعه تخرج المفتاح من جيب بنطالها الخلفى و تفتح الأصفاد بـ أيدى مرتعشه من إرتباكها ولكن لم يتركها تفتح الأخرى عندما حررت واحده حرك الأخرى يمسك معصمها ويشدها خلفه بخطوات مهرولة إلى خارج الغرفه بل خارج المنزل كله توقف أمام سيارتها و أمرها بإعطاءه المفتاح لقيادتها.. أشارت بـ إرتباك أنه بـ داخل السيارة فـ سحبها يفتح لها الباب المجاور لـ السائق وأغلقه بـ قوة بعد أن جلست وإلتف يجلس بجوارها ويشعل السيارة ويقودها بـ قوة غير عابئ بـ عتمة الليل لا تأخر الوقت.


************


خيط أبيض رفيع يتسلل من بين جنبات ظلام الليل يجبره على التزحزع يعلن وجود يوماً جديد ملئ بـ الأمل والحياة والسعادة من الوصول إلى حلم الطفولة والمراهقة والشباب..


أوقف السيارة أمام البوابة العملاقة الخارجيه بعد طلبها منه أن يتوقف حتى لا يلفت إنتباه الحراس، عم الصمت دقائق أخرى وهم يجلسون بداخل السيارة دون نطق حرف أو مبادرتها بـ الولوج خارجها، كان يتجنب الحديث طوال الطريق و هى أيضاً لم ترغب بتكرار الحديث الأن بعد أن وصل تفكيره لـ نقطة بتأكيد ترغبها ولكن ليس الأن!. ليس وهى ليست حلاله كما قال.. 


زفر وهو يقطع الصمت قائلاً بـ صبر نفذ منه: لا مش هقدر أستنى للعصر أنزلى يا شهد أنا هروح أجيبهم وأجى حالاً.


زحفت الحمره الى وجهها والتى نادراً ما يحدث.. وخفقاتها تحارب ضلوعها للخروج خارج صدرها حتى تخبره أنه مالكها و سلطانها الأول والأخير حتى ولو أخفق قليلاً يظل مالكها.. إلتفت له بعد أن فكت حزام الأمان وإعتدلت بجلستها تواجهه تزدرد ريقها الجاف من حماسها وتهتف بـ صوت تستدعى ثباتها كله فيه حتى لا تنساق وراء جنونه بل وتزيده بـ أنهم يذهبون للمأذون الأن ضاربين بكل ذرة تعقل أو صبر بداخلهم ناسين كل العادات والشكليات التى تحدث بموقف مماثل: طب إهدا كده وخد نفس..(تذكرت حديثه عن خطبته أخرى فـ ضمت قبضتها تضربه بـ كتفه بعد أن هرب خجلها و إستعادت ثباتها مكملة حديثها).. أنت ناسى عملتك إلا لازم تصححها و تفهم أهلك عشان تقدر تقنع أبويا.


_ بتضربينى و كمان أبويااا!.


هتف مستنكراً منها وهو يمسد كتفه بسبب يدها الثقيله: لا أنا كده هرجع فى رأى يا حبيبتي أنا مش هتجوز محمود ولا صبى القهوة إلا فى أنوثه شوية عنك.


_ دا إلا موجود وهيعجبك وإلا إحنا لسه فيها ونطلع على المعتقل على طول.. ما هو يا أنا، يا أنا مافيش إختيار.


ظل يتابعها وهى تتحدث بتلك الطبيعة المكتسبة من عملها وسنون إختلطتها مع المجرمين وأولاد الشوارع، ولكن ما جعله يتغضى عما يصدر منها هو تحررها من كبرياءها الذى يظهر له ولأعدائها دائماً.. تحررت و تخبره أنه ملكها وملك قلبها كما هى مليكة قلبه.. طفرت إبتسامة حنان وسعادة فوق شفتيه تمحى إمتعاضه و إستنكراه سوقيتها قائلاً: وهو فى غيرك شهد قلبى و حب الطفولة والصبى و العمر.. أى نعم طلعتى عينى بس عمرى هااه عمرى ما يأست فى حبك.


ضربته غيظاً تدارى خلفه خجلها وإضطرابها وتلك النغزه اللذيذه بـ معدتها تتمتم من بين ضروسها: عشان كده كنت ناوى تخطب أم أربعه وأربعين.


_ يا بنتى إيدك.. خفى إيدك تقيلة مينفعش كده.. ويلا يلا أنزلى بدل ما أغير رائى بجد.


قارن حديثه وهو يدلك مكان ضربتها وبعدها ينحنى يفتح لها الباب و يدفعها بـ خفه بعد إعتداله.. طاوعته ضاحكة وترجلت وبعدها غادرت وهى تلوح له بيدها وتبعث له قبله فى الهواء وترتد خطواتها معكوسه حتى وصلت إلى الباب الصغير و رأها الحارس الشاب مفتول العضلات ويرتدى حُلة رسمية سوداء كما باقى زملائه المسؤلون عن حمايتهم و حمايتة القصر بالتناوب.. هتفت له بغير عاده تصتحبها منذ مجيئه من سنتين قائلة بـ مرح: يا صباح الخير عليكوا.


تابعها هو حتى إختفت داخل الباب الصغير المجاور تلك البوابة العملاقة و بعدها أدار محرك السيارة وإبتسامة بلهاء لا تغادره وهو منطلق بها عازم على قراره أنه لن يتنازل عن القدوم الأن تلك هى علاقتهم أساسها العشق والجنون.


*******************


بعد مرور ثلاث أيام.


وما الحب إلا للحبيب.

حب يأثر كيانك قبل قلبك.. يجعلك كـ المغيب بمحراب عشقه.


وهو لم يؤمن به يوماً مهما رأها بين والديها يحدث نفسه أن هذا كان على عصرهم فقط ولم يعد موجوداً.. يعاند بصلف و يحارب قلبه بقوة ولكن دائماً هى الفائزة.. وهو لن يرضى بغير ذلك لها، ظل يتابعها وهى تأمر العمال بشخصية صارمة ليست تلك المتلاعبه بقلبه.. شخصيه لا تظهر إلا وقت عملها جادة، حازمة لا تقبل بالأخطاء ولا العزوف عن أوامرها.. إتسعت إبتسامته عندما إلتقت أعينهما متفاجئه به وهو يتابعها، تنهدت و إنزاح الوجه التى كانت ترتديه و طفر وجه خاص به وحده معشوق الطفولة أنهت أخر أوامرها للعامل ثم توجهت له وإبتسامتها تتسع من الأذن للأذن حاولت السيطرة عليها ورسم الجدية وفشلت بها عندما إقتربت منه و وقفت أمامه هاتفه بـ حزم فشلت به: ممكن أعرف الأستاذ مالك سايب شغله و واقف كده ليه.


ضم شفتيه بين أسنانه يحاول كبت ضحكه هاربه من جوفه ثم هتف وهو يعتدل بوقفته ويعدل من جاكية بذلته الرمادية قائلاً: أسفين يا بشمهندسه.. حالاً هرجع أباشر شغلى كويس بس محتاجين معاليكى فى إستشارة صغيرة ممكن تتفضلى معايا.


أومأت بـ إبتسامة ثم تحركت أمامه وهو يشاور لها بذراعه على إتجاه سطح المبنى الذى يشرفون على إنتهاءه وديكوره.. وعندما دلفت إلى السطح الفارغ كان يغلق بابه بـ قدمه ويقترب منها يحاوطها من الخلف يدفن أنفه بين خصلاتها وتجويف عنقها جاعلاً معدتها تتلوى بألم لذيذ وكهرباء تمس جسدها كله منتفض بين ذراعيه ويغذى ذكوريته على تأثيره عليها ولا ينكر تأثيرها الهالك أيضاً له أستنشق عبيرها المخلوط برائحة اللافندر يتمتم بـ خفوت وصوت خشن: وحشتيني.


كانت تغلق عينيها بقوة تحاول الحفاظ على تركيزها وفقدته عندما شعرت بـ شفتيه يطبع قبلة صغيرة خلف أذنها ويردد كـ المسحور: بحبك يا هنايا.. وحشتيني.


كلمتين ظل يرددهم حتى فقدت قدرتها على التماسك أكثر دون أن تلتف و تبادله مشاعره التى لا تصدق إلى الأن أنه رحمها قلبها أخيراً بعد سنين عجاف بمحاولتها لـ وقوعه بعشقها.. إلتفت بين ذراعيه تلف ذراعيه حلو رقبته تحتضنه وهى تجيبه بما يزيد من قلة صبره على تلك المده الفاصلة لإمتلاكها كاملة دون قيود أو غريمه وهو أبيها..


_ آآآه!.. إمتى بقى؟؟!.


صاح بها مكتومه داخل تجويف عنقها فـ هو كان يزيد عنها طولاً لا يتعدا الثلاث إنشات يختفى.عندما ترتدى حذاء بـ كعب قصير.. إبتعد عنها قليلاً دون أن يحررها يحاول ألا يفقد تعقله كاملاً فينسى أنهم بمكان عمل، نظر داخل نهرى العسل الدافئ وهو يهتف: حبيبى هيخلص شغل إمتى؟.


_ لسه ساعة كده وبعدين لؤى هيستلم منى.


_ لؤى!.. قولتيلى، الواد ده مبينزليش من زور مش عارف ليه.


قالها وهو يعقد حاجبيه بغيظ و يشاور لها على رقبته بـ إبهابه والسبابه جعلها تطلق ضحكتها الرنانه و رأسها يرتد إلى الوراء تأثراً بها مما جعله ينسى سبب غيظه وحنقه متأملاً ملامحها المليحة وحلاوة ضحكتها وعندما هدأت ضحكتها و نهرى العسل إلتقت بـ قرص الشمس المشتعل توقف الوقت و هربت الخفقات المتبادلة تتلاقى داخل صدورهم محدثه دوى صاخب يصم الأذان.


***************


_ لا كده كتير دا عاشر فستان أجربه.


تمتمت بها كارما من بين أسنانها وهى تضرب الأرض بقدمها بغيظ بسبب رأف الذى يجلس أمامها يتابعها ويرفض كل فستان تختاره وتجربه أمامه.. إقتربت منه تحاول أن تخبطه بكفها الرقيق فوق صدره بغيظ قائلة: مش عشان مش هتحضر الحفلة معايا تبقى تخنقنى كده.. بالنظام ده مش هجيب الفستان.


حرك كتفيه بـ براءة ذئب قائلاً: والله مش ذنبى الفساتين إلا مش حلوه و كمان أنا قولتلك بلاش تروحى الحفلة و إبقى إيديلها الهدية بعدين.


زفرت بغيظ ثم جلست بجواره تحدثه وكـ أنه طفل صغير يأست أن يفهم كلامها: يا حبيبى قولتلك مينفعش دى صحبتى و كمان توليب و جورى جاين معايا ليه بقى العند ده.


لمعت عيناه متغاضياً عن حديثها مكتفى بأول كلماتها مسحوراً بـ حلاوتها نطقها لها هامساً: قولتى ايه؟!.


أغمضت عينيها تحاول السيطرة على أعصابها غير شاعره بـ ثورة مشاعره التى تتقاتل بـ داخله قائلة: بقولك ممكن أعرف سبب رفضك المتعنت ده.


_ يووه لا مش دى... قولتى حاجة تانيه فى الأول إفتكرى كده.. 


هتف وهو يحرك رأسه بنفاذ صبر و عيون مغيمه جعلتها تنتبه لما قالته بـ عفوية و فسرت مشاعره التى تظهر بـ وضوح داخل عينيه الداكنه فـ إجتاحت وجنتيها وأذنها حمره خجل محببه قائلة بـ تلعثم تحاول الثبات على موقفها: قولت يا حبيبى ممكن أفهم إنت رافض فكرة وجودى فى الحفلة ليه دا عيد ميلادها و مينفعش محضرش. 


_ وبعد يا حبيبى دى ممكن أسيبك تحضرى حفلة عارف ومتأكد إن الرخم إلا بيطاردك هيحضر الخفلة وانا مش معاكى.


لمعت عينيها بـ قوة و إختفى حنقها وغيظها مسيطر عليها مشاعر جامة لا تستطيع تفسيرها بسبب صغر سنها ناسية سبب إختلافهم من الأساس وما كانت تحاول أن تقنعه به تحرك رأسها بألية موافقه على ما يريده هو دون المزيد من الجدال.


*************


بـ شقة كريمة.


وقفت تطلع إلى إنعكاسها بـ المرآة.. إمرأة بـ العقد الثالث من عمرها يحاوطها الأسود إن كان بملابسها أو روحها التى إكتفت من الظلم حتى عندما إنساقت خلف شيطانها.. أمً لمراهقين لا تصدق أنها الأن تنتظر أب وليديها كى يطلب يدها للزواج.. لا تنكر أنها لكانت تطير فرحاً لو إختلف الزمان عائد للوراء ممحى كل شئ سبب بنضجها مبكراً.. أما الأن تشعر أنها عجوز يزف إلى موتها بيدها، إلتفت عندما شعرت بيد صغيرة تربت فوق كتفها منتشلة إياها من شرودها وكان صاحبها إبنها وسندها بـ الحياة فـ لملمت عزاء و رثاء نفسها مظهر قوتها التى تكتسبها منهم و لأجلهم قائلة: خير يا حبيبى.. عاوز حاجه.


_ متأكدة يا ماما من خطوتك دى.


هتف أسر وهو يواجهها وأكمل حديثه عندما لم يستمع ردها: لو هتتجوزيه علشانا فـ أنا مش موافق ومستحيل هسمحله يقرب منك أو يأذيكى.


كانت تتابعه مصدومه بنضوج بكرها وغيرته الواضحه عليها ونفوره من أبيه دون أن ينكره... لا تستطيع أنها تسببت له بـ هذا بـ أن ينسى عمره وينضج سريعاً بسبب ما حدث معها ومعهم.. رفعت كفيها تحاوط وجهه بـ حنان وتقبل جبهته قائلة بـ صوت متحشرج من غصة الدموع التى تحاول ألا تنهار: أنا أسفة!. والله كان غصب عنى.. كل إلا عاوزه منك أنك تسامحنى على تقصيرى فى حقك أنت وأختك و تعرف أن إلا هعمله المره دى لمصلحتكم أنتم مش أنا.. أنا كده كده شايلة أسمه من أكتر من تلات شهور نسيت انت إزاى بقى إسمك أسر فادى الجيار.


رفع عينيه ينظر إليها قليلاً بمشاعر مبهمه و لم تستطع أن تفسر نظرته حتى قال: إلا أنتى شيفاه يا ماما أنا عمرى ما هرفضلك طلب أو أكسر كلمتك.


ثم إنسحب من بين كفيها بـ هدوء غريب عليها مغادراً غرفتها وهو عاقد النية لـ شئً سيفاجئه بـ التأكيد ولكن سيرضى أمه.. هى تستحق أن تنال فرصتها بـ الحياة والعيش برأس مرفوع.. يجب غفران ذلتها التى دفعت ثمنها غالى وحان وقته هو و راحتها هى.


*******

بعد القليل من الوقت.


كان سائر و كارلا يجلسون بـ غرفة الإستقبال و أمامهم فريال ورأفت الذى لم يخفى سخطه ولا غضبه و على يمينهم يجلس فادى متأهب لقصف والده إذا لم يفعل كما أخبره و مقابله كريمة التى تجلس بـ كبرياء و تأهب لرفضه عند أول ذله من أهله أو هو تستمد قوتها من شهد التى تمسك كفها وتجلس جوارها بـ كبرياء يليق بها.. كان الصمت يعم الغرفة المشاعر المتناقضة تملئها ولم يقطعه إلا صوت فادي الذى هتف بصوت لم تخفى به اللهفه أو التوتر من الموقف : حضرتك عارف إحنا جاين ليه إنهارده يا سائر باشا.


أومأ سائر بـ رأسه وهو يعتدل بجلسه يضع رجل فوق أختها قاصداً التقليل من رأفت الذى إزداد إحمرار وجهه ورقبته وأذنه بسبب غضبه الكبوت والذى لا يستطيع أن يخرجه بحضور حوت البورصة وعالم الأعمال فـ إن كان هو يملك المال فـ سائر يملك أضعاف أضعافه لا يستطيع المقارنه به تفاجئ به وأنه هو المسؤال عن تلك الـ *** الذى يريد إبنه الزواج منها.


قاطع إسترسل أفكاره صوت سائر الرخيم قاصفاً إياه : أكيد ومنظر والدك هو إلا يبدأ بالأصول ولو أنا متأكد أنها بعيد عنه.


_ أنا أسف لو قصرت بدون قصد ... إحنا جاين عشان نطلب إيد المدام كريمة.


هتف رأفت محاولاً إهانتها ولكن لم يستطيع أن يرسم إبتسامة نصر على وجهه بسبب رؤيته إنسحاب الدم من وجهها عندما رد سائر الإهانة قائلاً: غلط كده.. فى حد يطلب إيد مرات إبنه شكلك جاى حافظ مش فاهم يا رأفت.


أدار وجهه ينظر إلى فادي الذى تنطلق السهام من عينيه إلى أبيه يتابع حديثه: أنت معرفتش والدك أنتم جاين ليه ولا إيه يا فادي.


_ إحم.. لا طبعاً يا سائر باشا.. أكيد هو نسى بس أنا كاتب كتابى، بتمنى من حضرتك تستحملنا وتحدد معاد الفرح عشان نبدأ بالتحضير 


أجابه فادي وهو يحاول السيطرة على توتره و غضبه من أبيه الذى لن يتغير مهما حدث.


*****


بعد مرور ساعة مليئة بـ القصف و الغضب المتناقل من رأفت و إعتراضه على الفرح الذى يخطط له إبنه و لكن رضخ عندما هتف سائر بصوت أمر لا يقبل بالجدل تاركاً له مدة شهرين يحضر شقته و تحضيرات الفرح الضخم الذى يليق بـ فادي الجيار و ربيبة سائر الشهاوى كما أخبرهم. 


أغلقت الباب مودعه شهد و كارلا بعد أن سبقهم سائر إلى الأسفل.. إلتفت وجدت طفليها يقفان أمامها أسر مازال يغلفه الغموض و أثير تكاد تطير من السعادة. 


****************


بـ سيارة سائر الذى كان يقودها السائق و تجلس بـ جواره شهد وبالخلف سائر الذى يحاوط كارلا من خصرها كـ عادته و خلفهم سيارتين حراسه. 


إلتفت شهد نتظر إلى أبيها بـ إمتنان بسبب وقوفه بـ جوار صديقتها قائلة: مش عارفه أشكرك إزاى يا بوص على وقفتك الجدعنه دى. 


_ أنتى بالذات تخرسى أنا عملت كده عشان حبيبتى إلا طلبت مش أنتى لسه حسابنا مخلصش. 


هتف وهو يشدد من إحتضان كارلا التى تحاول كتم ضحكتها بسبب تذكرها لما حدث منذ ثلاث أيام عندما تفاجئوا بعد أنهائهم صلاة الفجر و أوشكوا على النوم هرولوا خارجين من جناحهم بعد إرتداءها إسدال الصلاة مرة أخرى وتحاول اللحاق بخطواته على الصيحات المهلله بـ الأسفل وصوت سرينة الشرطة بـ بهو القصر.. وعند نزولهم وجدوا فارس الذى كان الوحيد بـ بذلة رسميه و الباقى بـ ملابس النوم وفوقها روب طويل و هدير ترتدى إسدال الصلاة مثلها وبعد تجمعهم جميعاً هتف بـ إبتسامة بلهاء جعلت سائر بدل أن يرحب بهم أذاقه لكمات وركلات لم يمنعه أحد حتى خالد الحاقد على إبنه الأن: صباح الخير عليكو جميعاً.. أنا طالب إيد الأنسة شهد.


لم تستطيع أن تمسك ضحكتها التى إنطلقت و قابلتها ضحكة شهد من الأمام عندما هتف سائر بـ تهكم بالبداية ثم إنطلقت ضحكته الرجوليه معهم على تذكره التفاصيل أيضاً: إضحكى يا قلبى إضحكى خرجيها بدل ما تفطسى بيها.


*************


يتبع......


************




تعليقات

المشاركات الشائعة